fbpx

ماهو سبب إنخفاض الاسهم السعودية في الفترة الاخيرة

كشف لغز انخفاض سوق الأسهم السعودية: نظرة تحليلية للفترة الأخيرة ومحاولة استشراف المستقبل

سوق الأسهم السعودية: تحولات مثيرة للريبة

شهد سوق الأسهم السعودي، العملاق المالي الإقليمي، فترة من التقلبات المحيرة منذ مارس 2024. لقد شهد مؤشر تاسي، نبض السوق، انخفاضًا كبيرًا من 12800 نقطة إلى 11500 نقطة حتى يوم الخميس الماضي، وهو ما يمثل خسارة قدرها حوالي 1300 نقطة. يهدف هذا المقال إلى تشريح القوى الكامنة وراء هذا الانخفاض الأخير وإلقاء الضوء على المسار المحتمل للأسهم السعودية في المستقبل.

فك رموز الانخفاض: لغز متعدد الأوجه

  1. وصفت بالمتقلبة: تقلبات أسعار النفط

النفط، شريان الحياة للاقتصاد السعودي، شرع في رحلة متقلبة في الأشهر الأخيرة. هذا التقلب أدى إلى زرع الخوف بين المستثمرين. فعندما تنخفض أسعار النفط، تتصاعد المخاوف بشأن صحة الاقتصاد السعودي، مما يلقي بظلاله على ربحية الشركات وفي نهاية المطاف يؤثر على معنويات السوق. تعتمد المملكة العربية السعودية بشكل كبير على عائدات النفط، مما يستدعي مراقبة دقيقة لتقلبات أسعار النفط العالمية، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على ثقة المستثمرين وأداء السوق.

كما نلاحظ معدر الإرتباط الشديد ما بين التحركات لأسعار النفط وتحركات المؤشر العام السعودي مع وجود اختلاف حصل في الفترة ما بين 1 اكتوبر وحتى مارس 2024 نتيجة بيانات الربع الرابع وبيانات ايجابية للكثير من الشركات.

يشير معامل الإرتباط ما بين النفط والمؤشر العام حالياً بداية للإرتفاع مما يعني ارتفاع حساسية المؤشر العام لأسعار النفط

ان تداولات النفط القريبة من منخفضاتها , حتى مع اخبار انخفاض المخزون الامريكي هي مؤشر مقلق ويعود الإرتباط بإنخفاض الطلب العام على النفط , ومع تجاهل بعض الدول لحصص اوبك + وكذلك المنافسة الحصصية التي تقوم بها دول غير عضوة في اوبك هي استراتيجية ضغط واضحة على اسعار النفط , وتمثل فرصة للولايات المتحدة بملئ مخازنها في هذه المناطق قبل حصول اي تغيرات اخرى .

  1. المشي على حبل مشدود: أسعار الفائدة

تعمل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم على تحقيق توازن دقيق، حيث ترفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم. في حين أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى الحد من التضخم، إلا أنها تقدم أيضًا سلاحًا ذو حدين لسوق الأسهم. تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة للشركات، مما يعيق النمو الاقتصادي ويحد من حماس المستثمرين. يتطلب التفاعل بين التضخم وسياسات أسعار الفائدة دراسة متأنية، حيث يمكن أن يؤثر تأثيرهما المشترك بشكل كبير على قرارات الاستثمار والأداء العام للسوق.

كما نلاحظ التأثر السلبي يعود بشكل او باخر مع ارتفاع اسعار الفائدة العامة في المملكة العربية السعودية وبالتالي ارتفاع معدل الإرتباط السلبي ( العلاقة العكسية )

إن استمرار معدلات الفائدة العالية من جهتها قد تسبب المزيد من الضغوط على المؤشر العام وهذ احد اهم التحديات

  1. الضغط التضخمي: فطيرة المستهلك تتقلص

التضخم، اللص الصامت للقدرة الشرائية، يرتفع بشكل مطرد. ومع ارتفاع تكلفة المعيشة، تقل القدرة الشرائية للمستهلكين. ويترجم ذلك إلى انخفاض محتمل في الطلب على السلع والخدمات، مما يؤثر في نهاية المطاف على أرباح الشركات. قد يختار المستثمرون الذين يخشون من الشركات التي تكافح مع تقلص هوامش الربح بيع ممتلكاتهم، مما يساهم بشكل أكبر في انخفاض السوق. إن فهم اتجاهات التضخم وتأثيرها المحتمل على سلوك المستهلكين وأرباح الشركات أمر ضروري للتنقل في السوق خلال مثل هذه الفترات.

معدلات التضخم في المملكة كنتيجة استقرارها يؤثر بشكل غير مباشر من خلال تقويض القوة الشرائية لدى المستهلكين وبالتالي انخفاض الطلب على السلع والخدمات مما يؤثر بشكل رئيسي على المستوى العام للسوق

  1. جني الأرباح: ضمان المكاسب والخروج من المسرح

بعد فترة من نمو السوق، قد يختار بعض المستثمرين الاستفادة من ممتلكاتهم وتحقيق أرباحهم. هذه الظاهرة، المعروفة بجني الأرباح، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مؤقت في أسعار الأسهم. في حين أنها جزء طبيعي من دورة الاستثمار، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم تقلب السوق، خاصة خلال فترات عدم اليقين. من المهم أن يكون لدى المستثمرين استراتيجية استثمار واضحة تأخذ في الاعتبار كل من الأهداف طويلة الأجل وتقلبات السوق قصيرة الأجل.

مستويات السيولة تتراجع مع عمليات اخذ ارباح مستمرة

  1. حقل ألغام الجيوسياسي: مصدر للغموض

يظل المشهد الجيوسياسي المحيط بالمملكة العربية السعودية مصدرًا لتقلبات محتملة. يمكن أن تخلق التوترات الإقليمية والأحداث الدولية حالة من عدم اليقين والنفور من المخاطرة بين المستثمرين. يمكن أن يؤدي هذا إلى بيع الأسهم حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة لرأس المال لديهم. إن البقاء على اطلاع على التطورات الجيوسياسية وتأثيرها المحتمل على معنويات السوق أمر ضروري للمستثمرين الذين يسعون إلى اتخاذ قرارات استثمار مدروسة.

بعد الانخفاض: رسم مسار للمستقبل

في حين أن المناخ السائد في السوق حاليًا قد يبدو مخيفًا، إلا أن سوق الأسهم السعودية لديها تاريخ من الصمود. ومع ذلك، يظل توقع المسار المستقبلي للسوق مسعى معقدًا. إليك لمحة عن بعض الاعتبارات الرئيسية للتنقل في سوق الأسهم السعودية في الأشهر المقبلة:

  1. الإصلاحات الاقتصادية: بناء مستقبل ما بعد النفط

سيشكل نجاح رؤية السعودية 2030، وهي برنامج تحول وطني يهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط، عاملاً حاسمًا في تحديد الصحة طويلة الأجل لسوق الأسهم. إن الاقتصاد المتنوع أقل عرضة لتقلبات أسعار النفط، مما يوفر استقرارًا أكبر ويجذب المستثمرين على المدى الطويل. يمكن أن يوفر مراقبة التقدم المحرز في رؤية 2030 وتأثيرها على تنويع الاقتصاد رؤى قيمة حول الإمكانات المستقبلية لسوق الأسهم السعودية.

إن اي توجهات حكومية سواءاً عن طريق بيع حصص في ارامكو وتوجية فوائض رأس المال نحو الإستثمارات اللانفطية والتنموية , او تكوين العجز في الموازنة العامة بشكل واضح في سبيل الإستثمار في المستقبل هو الطريق الأسلم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية , وان اي محاولات لتهدئة التوجهات هذه وبالرغم من انها ستخفف من وقع الهبوط ولكنها لن تساعد المملكة العربية في المستقبل , ومن المرجح ان تدعم عمليات تحجيم الإنتاج وإرتفاع اسعار النفط او انخفاض معدلات الفائدة الى تكوين البيئة المناسبة للتخفيف من هذه الاثار ولكن لا يمكن انكار حقيقة اهمية هذه التوجهات ذات البعد طويل الاجل .

  1. بحث المستثمر: المعرفة قوة

يجب على المستثمرين الذين يخوضون غمار سوق الأسهم السعودية، أو أي سوق آخر لهذا الأمر، إعطاء الأولوية للبحث الشامل. إن تقييم الصحة المالية للشركات الفردية وآفاق نموها وعرضتها للعوامل الاقتصادية الحالية أمر ضروري لاتخاذ قرارات استثمار سليمة. يتيح إجراء بحث متعمق للمستثمرين تحديد الشركات التي تتمتع بأساسيات قوية وإمكانية تحمل تقلبات السوق.

ومن اهم توجهات هذه الدراسة تحقيق تقييم الأسهم الذي يستثمرون بها , تلافي الدخول في اسهم متضخمة او خاسرة بطبيعتها لان وقع الإنخفاض والضغط المضاربي سيكون مبالغ فيها , وفي الأخير تحرير القدر الأكبر من السيولة والإنتظر لعمليات التجميع في وقت تجميع السوق وعدم الدخول في لعبة تحزير القيعان مهما كانت التحليلات التي تسمعونها , فنحن لا نعلم الى الان الاجل الزمني لهذه التصحيحات بعد والمزيد من المعلومات ستعطينا بعد مالياً واضحاً .

  1. إبحار نحو آفاق جديدة: مستقبل مشرق محتمل

على الرغم من التحديات الحالية، فإن سوق الأسهم السعودية لا تزال سوقًا نشطة بها العديد من الفرص الواعدة. إن فهم العوامل التي تؤثر على السوق، والاستثمار في شركات قوية وذات إدارة جيدة، والبقاء على اطلاع على التطورات الاقتصادية والجيوسياسية، يمكن أن يساعد المستثمرين على التنقل في هذه الفترة من التقلبات والاستفادة من الفرص التي تظهر.

وهنا تتمثل فرص البحث عن اسهم القيمة التي تقدم توزيعات مجزية وتوجيه الإستثمار فيها كملاذ امن وبوظيفة هذه الأسهم كأسهم دفاعية في الحفاظ على قيم محافظ المستثمرين وتلافي مضاربة القيعان حتى تأكيد الإنعكاسات المدفوعة بالاخبار الإيجابية .

وقد يكون احد الخيارات التي تستحق الإنتباه هو الإستثمار في اسواق شقيقة في دول مجلس التعاون الخليجي وتوسيع الافق الإستثماري حتى التنويع سواءاً في صناديق استثمارية او بشكل خاص , مما يدعم القدرة التحوطية لدى المستثمرية من خلال تنويع المحفظة الإستثمارية .

كلمة أخيرة: لا تنسَ أن الاستثمار ينطوي على مخاطر، وهذه مجرد وجهة نظر تحليلية. استشر دائمًا مستشارًا ماليًا مؤهلاً قبل اتخاذ أي قرارات استثمار.

إشترك لتصلك تحليلاتنا

إشترك في قائمتنا البريدية للحصول على أخبار تحليلاتنا بشكل مستمر .

ما هي إهتماماتك ؟

"لن نرسل رسائل غير مرغوب فيها أبدًا! تفضلوا بالاطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات."